جيل ميلان المخضرم المجرب
لقد مثل جيل فريق أسي ميلان لسنة 2007 والفائز بدوري أبطال أوروبا في السنة ذاتها جيلا صعبا تكراره لما اجتمع فيه من صفات التجربة والخبث الكروي ان صح التعبير فكل خطوط الفريق كانت مكونة من لاعبين راكموا تجارب كروية لسنوات طويلة بل منهم من لعب كرة القدم لقرابة العقدين حينها في أعلى المستويات وأشدها تنافسا واثارة ومنهم من هم غنيين عن التعريف أو عن الذكر ويعتبرون مراجيع كروية بما تحمله الكلمة من معاني ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ، باولو مالديني ، أندريا بيرلو ، كلارنس سيدورف ، ريكاردو كاكا ، فيليبو انزاغي ... وقد لعبوا هم وأخرين دورا كبيرا ومؤثرا في فوز الفريق بذلك اللقب الخالد في الأذهان في عاصمة الفلسفة العالمية " أثينا " بعد مشوار بطولي قاموا به طيلة البطولة وبتكاثف كل أفراد الفريق والذين اشتركوا جميعا في صفات حميدة ووجودها ضروري مثل : الايثار ، روح الفريق ، القتالية ، التضامن المرونة ، الحنكة ، القيادة ، الابداع ، الثقة العالية في النفس ...
الا أن لهذا اللقب جنود خفاء ذكرهم واجب ، وذلك انصافا لهم ، لما قاموا به من تضحيات وأشياء مؤثرة جدا ....
1 – باولو مالديني : والذي كان يمثل مدربا ثانيا داخل أرضية الميدان بفضل تجربته وتمرسه الكبير جدا والواضح للعيان وكان في تلك السنة قد أمضى 22 سنة في الفريق الأول لميلان وقد كان عضوا فاعلا ومؤثرا في كل أجيال النادي اضافة الى روحه القيادية وكاريزمته العالية وروحه الايجابية ونصائحه وتوجيهاته لكل اللاعبين
2 – ريكاردو كاكا : وهو الاخر كان عنصرا رئيسيا جدا في ذلك الانجاز المتميز بفضل قيادته للفريق وقيادته لوسط ميدان الفريق مع لاعبين اخرين وأيضا مساهمته المؤثرة في الهجوم وتمريره للعديد من الأهداف وتسجليه لأهداف مؤثرة كانت حاسمة في الكثير من المباريات والذي كان علامة فارقة في الفريق وكان قائدا خفيا للفريق واستحق كل الثناء والتقدير من قبل الجميع حول العالم
3 –فيليبو انزاغي كان ذلك المهاجم المخضرم والقناص قائد هجوم ميلان كما كانت لتجربته وحنكته الأثر الكبير في حسم مقابلات كثيرة ولما يمتاز به من صفات المهاجم النموذجي والقادر على صنع الفارق في أي لحظة ، حيث كان يشكل كابوسا مزعجا لحراس المرمى وللمدافعين وللمدربين أيضا بسبب أنه قادر على التسجيل من أرباع الفرص وعدم يأسه واستسلامه في أعقد الظروف وأصعب المباريات وهو بمثابة الأسد المنطلق وهناك جنود خفاء اخرين لا يسعنا المجال لذكرهم كلهم ، ونخص بالذكر ديدا ، أليساندرو نيستا ، جينارو غاتوزو ، أندريا بيرلو ، كلارنس سيدورف ، وبالطبع المدرب المتميز كارلو أنشيلوتي ...
وتعد سنة 2007 اخر أفضل سنة حقق فيها ميلان انجازات حيث تمكن من الفوز أيضا بالسوبر الأوروبية ، وكأس العالم للأندية باليابان وهي ثلاثة ألقاب كلها دولية وعالمية تقدر بالذهب في ميزان الألقاب وبقيت تلك السنة محفورة من جوهر في تاريخه العريق لكن منذ ذلك الانجاز لم يحقق شئيا من الألقاب ، ولم يعد النادي كما كان منافسا على شتى الألقاب المحلية والأوروبية ، وهو شئ غريب عنه لأنه فريق ألقاب والتاريخ يشهد على ذلك ، لكن كل العالم وحتى منافسي النادي محليا وأوروبيا يتمنون رجوعه للمنافسة بقوة اذ يشكل مرجعا كرويا غنيا وتواجده يخلق احتدام المنافسة والتشويق ، كما أن غياب الفريق عن دوري أبطال أوروبا لعدة أعوام متتالية هو نقطة سلبية ، يجب أن يتم تداركها في أقرب الأوقات وقبل فوات الاوان من أجل عودته لتوهجه المعهود وابداعاته الجميلة ....
ان ميلان ليس مجرد فريق كرة قدم عادي بل هو مؤسسة مستقلة بذاتها لها أعمال وابداعات اجتماعية ، ثقافية ، اقتصادية ، دبلوماسية ... والتي لها تأثير كبير حول العالم وهذا النادي هو أسلوب حياة يتبعه العديد من الأشخاص حول العالم من مختلف الأعمار المستويات ، الجنسيات ، المشارب ، المرجعيات ، .... وهو بذلك كعدد من الأندية استطاع بكرة القدم خصوصا والرياضة عموما أن يجمعهم في اطار من القيم والمبادئ مؤسسا بذلك لمرجعية أخلاقية قل نظيرها وفي جو يسوده التسامح والترحيب بالآخر والتعايش بين الأديان والثقافات ....
لذلك فهو قام ويقوم بالأدوار السامية للرياضة المتعددة والمتنوعة بكل نبل وتميز وابداع ويستحق على ذلك كل الاحترام والتقدير والثناء والتصفيق ....