مرض السكري الخفي
مقدمة:
يعتبر سكر الجلوكوز المصدر الرئيس للطاقة في الجسم حيث يقوم هرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس بتحويل السكر إلى طاقة يستخدمها الجسم للقيام بوظائفه الحيوية، وعند حدوث خلل في غدة البنكرياس وعدم قدرتها على إفراز هرمون الإنسولين يتعطل تحويل السكر إلى طاقة ويصبح الجسم غير قادر على القيام بمهامه، وفي هذه الحالة يقوم الشخص المصاب بتناول الأدوية التي تساعد تعالج هذا المرض للتخفيف من حدة المضاعفات.
ينقسم مرض السكري إلى ثلاثة أنواع رئيسية، النوع الأول هو حدوث خلل في جهاز المناعة فيعمل على مهاجمة هرمون الأنسولين بالجسم أما النوع فهو السكري غير المعتمد على الأنسولين والنوع الثالث هو سكري الحمل، سنركز في هذه المقالة على السكري من النوع الثاني.
► نظرة عامة حول داء السكري من النوع الثاني:
داء السكري من النوع الثاني، الذي كان يُعرف في السابق باسم السكري الغير معتمد على الأنسولين، هو حالة مزمنة تؤثر على الطريقة التي يستجلب بها الجسم السكر (الجلوكوز) مصدر الطاقة المهم للجسم.
يعد مرض السكري من النوع الثاني الأكثر شيوعا لدى البالغين ويؤثر بشكل متزايد على الأطفال مع زيادة السمنة في مرحلة الطفولة، لم يتم اكتشاف علاج لمرض السكري من النوع الثانيحتى الآن، ولكن قد يتمكن المريض من التحكم في نسبة السكر عن طريق تناول الطعام بشكل جيد وممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي، إذا لم يكن النظام الغذائي وممارسة الرياضة كافيين لتنظيم سكر الدم بشكل جيد، فقد يحتاج المريض إلى أدوية السكري أو العلاج بالأنسولين.
► ما هي الأعراض الظاهرة للنوع الثاني من مرض السكري؟
غالبا ما تتطور علامات وأعراض مرض السكري من النوع الثاني ببطء، يمكنك أن يصاب الشخص بداء السكري من النوع الثاني لسنوات ولا يشعر بذلك، عند الاطلاع على الأعراض التالية سيتعرف المريض على إصابته:
- زيادة العطش والرغبة في التبول: يؤدي زيادة السكر في الدم إلى سحب السوائل من الأنسجة، قد يصيبك العطش وقد تشرب - وتتبول - أكثر من المعتاد.
- الجوع: بدون كمية كافية من الأنسولين لتحريك السكر إلى خلاياك، ستصبح العضلات والأعضاء مستنفذة للطاقة هذا يثير الجوع الشديد.
- فقدان الوزن: على الرغم من تناولك أكثر من المعتاد لتخفيف الجوع، قد تفقد وزنك بدون القدرة على استقلاب الجلوكوز، يستخدم الجسم الطاقة البديلة المخزنة في العضلات والدهون وتضيع السعرات الحرارية بسبب الإفراج عن الجلوكوز الزائد في البول.
- الإعياء: إذا حرمت خلاياك من السكر، فقد تشعر بالتعب وسرعة الانفعال.
- عدم وضوح الرؤية: إذا كان مستوى السكر في الدم مرتفعًا جدًا، فقد يتم سحب السوائل من عدسات عينيك قد يؤثر ذلك على قدرتك على الرؤية بوضوع.
- تقرحات بطيئة الشفاء أو الالتهابات المتكررة: يؤثر النوع الثاني من السكري على قدرتك على الشفاء ومقاومة الالتهابات.
- مناطق البشرة الداكنة: بعض الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني لديهم بقع من الجلد الداكن المخملي في طيات وثنيات أجسامهم، عادة في الإبطين والرقبة،ويطلع على هذه الحالة اسم "النانوية"، وهي علامة على مقاومة الأنسولين.
► متى يجب عليك أن ترى الطبيب بسرعة؟
عليك مراجعة الطبيب العام أو أقرب مشفى إذا لاحظت أي من أعراض مرض السكري من النوع الثاني سابقة الذكر.
► الأسباب الظاهرة دائمًا
قد يتطور داء السكري من النوع الثاني عندما يصبح الجسم مقاومًا للأنسولين أو عندما يتوقف البنكرياس عن إنتاج كمية كافية من الأنسولين، ليس هناك سبب واضح لحدوث ذلك، ويبدو أن العوامل المساهمة مثل العوامل الوراثية والعوامل البيئية والوزن الزائد وعدم النشاط، قد يكونون سبباً في ذلك.
► كيف يعمل الانسولين؟
الأنسولين هو هرمون يأتي من الغدة الموجودة خلف المعدة (البنكرياس).
- يفرز البنكرياس الانسولين في مجرى الدم.
- يوزع الأنسولين، مما يسمح للسكر بدخول الخلايا.
- يقلل الأنسولين من كمية السكر في مجرى الدم.
- كما ينخفض مستوى السكر في الدم، وكذلك إفراز الأنسولين من البنكرياس الخاص بحسم الانسان.
► ما هو دور الجلوكوز في الجسم؟
الجلوكوز - السكر - هو مصدر الطاقة الرئيس للخلايا التي تشكل العضلات والأنسجة الأخرى.
- يأتي الجلوكوز من مصدرين رئيسيين هما: الطعام والكبد.
- يتم امتصاص السكر في مجرى الدم، حيث يدخل الخلايا بمساعدة الأنسولين.
- يخزن بالكبد ويحول إلى جلوكوز.
- عندما تكون مستويات الجلوكوز لديك منخفضة، مثلا عندما لا تؤكل في فترة ما، يقوم الكبد بتكسير الجليكوجين المخزن في الجلوكوز للحفاظ على مستوى الجلوكوز ضمن المعدل الطبيعي.
في النوع الثاني من السكري، هذه العملية لا تعمل بشكل جيد، فبدلا من انتقال الجلوكوز إلى الخلايا، يتراكم السكر في مجرى الدم ومع زيادة مستويات السكر في الدم، تطلق خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس كمية أكبر من الأنسولين، في نهاية المطاف تصبح هذه الخلايا ضعيفة ولا يمكنها توفير كمية كافية من الأنسولين لتلبية متطلبات الجسم.
في داء السكري من النوع الأول الأقل شيوعًا، يقوم النظام المناعي بتدمير خلايا بيتا، تاركًا الجسم مع القليل من الأنسولين.
► ما هي عوامل الخطر التي يتعرض لها مرضى السكر؟
لا يفهم الباحثون بشكل كامل لماذا يصاب بعض الناس بمرض السكري من النمط الثاني ومع ذلك، فمن الواضح أن بعض العوامل تزيد من مخاطر الإصابة به، بما في ذلك:
- زيادة الوزن تعتبر زيادة الوزن عامل خطر رئيسي لمرض السكري من النوع الثاني كلما ازدادت الأنسجة الدهنية لديك، كلما أصبحت خلاياك أكثر مقاومة للأنسولين.
- توزيع الدهون: إذا كان الجسم يخزن الدهون في المقام الأول في البطن، فإن خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني يكون أكبر مما لو كان الجسم يخزن الدهون في مكان آخر، مثل الوركين والفخذين.
- الخمول والكسل: كلما كنت أقل نشاطًا، زادت مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، يساعدك النشاط البدني على التحكم في وزنك، ويستخدم الجلوكوز كطاقة ويجعل خلاياك أكثر حساسية للأنسولين.
- تاريخ العائلة: يزيد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني إذا كان والدك أو جدك مصابًا بداء السكري من النوع الثاني.
- العِرق: على الرغم من أنه من غير الواضح السبب في ذلك، فإن الأشخاص من بعض الأعراق - بما في ذلك السود والأبسان والهنود الأمريكيين والأميركيين الآسيويين - هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالبيض.
- التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني مع تقدمك في العمر، خاصة بعد سن 45 وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن هؤلاء الأشخاص يمارسون التمارين بشكل أقل، ويفقدون كتلة العضلات ويزيد وزنهم مع تقدمهم في العمر، لكن النوع الأول من السكري يتزايد بشكل كبير بين الأطفال والمراهقين والبالغين الأصغر سنا.
- مقدمات السكري :Prediabetes هي حالة يكون فيها مستوى السكر في الدم أعلى من المعدل الطبيعي، ولكن ليس مرتفعًا بدرجة كافية ليتم تصنيفه على أنه مرض السكري إذا تُرك دون علاج.
- سكري الحمل: إذا كنت قد أصبت بسكري الحمل أثناء الحمل، يزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني إذا أنجبت طفلاً يزن أكثر من 9 أرطال (4 كيلوجرام)، فأنت عرضة أيضًا لخطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.
- متلازمة المبيض المتعدد الكيسات: بالنسبة للنساء فان وجود متلازمة المبيض المتعدد الكيسات - وهي حالة شائعة تتميز بفترات الحيض غير المنتظمة، وزيادة نمو الشعر والبدانة - يزيد من خطر الإصابة بالسكري.
► ما هي مضاعفات مرض السكري؟
قد يكون من السهل تجاهل داء السكري من النوع الثاني، خاصة في المراحل المبكرة عندما تشعر بالراحة ولكن يؤثر مرض السكري على العديد من الأعضاء الرئيسية، بما في ذلك القلب والأوعية الدموية والأعصاب والعينين والكليتين، والسيطرة على مستويات السكر في الدم يمكن أن تساعد في منع هذه المضاعفات.
على الرغم من أن مضاعفات مرض السكري على المدى الطويل تتطور تدريجيًا، إلا أنها قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تعطيل أو حتى تهديد حياه المصاب. بعض المضاعفات المحتملة لمرض السكري تشمل:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية بشكل كبير، بما في ذلك مرض الشريان التاجي ، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وتضيق الشرايين (تصلب الشرايين) وارتفاع ضغط الدم.
- تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي): السكر الزائد يمكن أن يصيب جدران الأوعية الدموية الصغيرة (الشعيرات الدموية) التي تغذي الأعصاب، خاصة في الساقين، يمكن أن يسبب ذلك وخزًا أو خدرًا أو حرقًا أو ألمًا يبدأ عادةً عند أطراف الأصابع وينتشر تدريجيًا إلى الأعلى يمكن أن يؤدي سكر الدم الخاضع للسيطرة بشكل سيء في نهاية المطاف إلى فقدان الإحساس بالشعور في الأطراف المصابة، تلف الأعصاب التي تتحكم في عملية الهضم يمكن أن يسبب مشاكل مع الغثيان أو القيء أو الإسهال أو الإمساك بالنسبة للرجال، قد يكون ضعف الانتصاب أحد هذه المشاكل أيضا.
- تلف في الكلى (اعتلال الكلية): تحتوي الكليتان على ملايين من مجموعات الأوعية الدموية الصغيرة التي ترشح النفايات من الدم يمكن أن يدمر السكري نظام الترشيح الدقيق هذا، ويمكن أن يؤدي التلف الشديد إلى فشل كلوي أو مرض الكلى في نهاية هذه المرحلة لا رجعة فيها، قد تتطلب في نهاية المطاف غسيل الكلى أو زرع الكلى.
- تلف في العين: يمكن أن يتسبب داء السكري في تلف الأوعية الدموية في الشبكية (اعتلال الشبكية)، مما قد يؤدي إلى العمى كما يزيد مرض السكري من خطر الإصابة بظروف الرؤية الخطيرة الأخرى، مثل إعتام عدسة العين والزرق.
- الضرر في القدم: تلف العصب في القدمين أو تدفق الدم إلى القدمين يزيد من خطر مضاعفات القدم المختلفة إذا تركت دون علاج، يمكن أن تصبح الجروح والبثور إصابات خطيرة، وقد تلتئم بشكل سيئ مسببة التلف الشديد في إصبع القدم أو بتر الساق.
- ضعف في السمع: تعد مشاكل السمع أكثر شيوعًا لدى مرضى السكري.
- الأمراض الجلدية: قد يتركك مرض السكري أكثر عرضة لمشاكل الجلد، بما في ذلك الالتهابات البكتيرية والفطرية.
- مرض الزهايمر: قد يزيد مرض السكري من النوع الثاني من خطر الإصابة بمرض الزهايمر كلما كان التحكم في سكر الدم أقل، ولا يزال الاتصال الدقيق بين هذين الشرطين غير واضح.
► كيفية الوقاية من السكري؟
يمكن أن تساعدك خيارات نمط الحياة الصحي على منع الإصابة بالسكري من النوع الثاني حتى إذا كنت مصابًا بمرض السكري في عائلتك، يمكن أن يساعدك النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية في الوقاية من المرض إذا كنت قد تلقيت بالفعل تشخيصًا لمرض السكري، فيمكنك استخدام خيارات نمط الحياة الصحي للمساعدة في منع حدوث مضاعفات وإذا كان لديك ما قبل السكري، يمكن لتغييرات نمط الحياة أن تبطئ أو توقف التقدم من مقدمات السكري إلى السكري.
- أكل الأطعمة الصحية: اختر الأطعمة التي تحتوي على كميات أقل من الدهون والسعرات الحرارية وأعلى نسبة من الألياف. يجب التركيز على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
- الحصول على النشاط البدني: مارس النشاط البدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة في اليوم، قم بممارسة المشي السريع يومياً أركب دراجة او مارس السباحة.
- أفقد الوزن الزائد: إذا كنت من ذوي الوزن الزائد، فإن فقدان 7 في المائة من وزن جسمك يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكري للحفاظ على وزنك في نطاق صحي، ركز على التغييرات الدائمة لعاداتك في الأكل وممارسة الرياضة وتحفيز نفسك من خلال تذكر فوائد فقدان الوزن، مثل صحة القلب، والمزيد من الطاقة وتحسين احترام الذات.
في بعض الأحيان يكون الدواء خيارًا جيداً حيث أنه يقلل من خطر الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني - ولكن خيارات نمط حياة صحي لا تزال ضرورية.
يوفر مركز المعلومات عبر موقعنا هذه المعلومات بصورة مفصلة وأسهل للمتابعة لمرضى السكري إذا كنت مهتما بأحدث الأبحاث والمواضيع حول مرض السكري يمكنك الاطلاع على قسم الصحة والجمال عبر موقعنا.