إن التدخين ظاهرة قديمة جدا وكانت مرتبطة منذ القدم بالكثير من المجتمعات المدنية ويقال أنها ظهرت من أوائل القرن السادس عشر عن طريق الأمريكيون الذين أدخلوها بدورهم إلى الحضارة الأوروبية آنذاك ولعل من المصطلحات القديمة التي ارتبطت بمصطلح التدخين هو "النيكوتين" وهو يعود لأسم "جون ني كوت" ويعتبر السفير الفرنسي هذا أحد أشهر المدافعين عن التدخين وقد شرح العديد من الفوائد و المزايا الخاصة بالتدخين على الملأ وفي الكثير من المحافل التي كانت تمتلئ بالأشخاص المدخنين وغيرهم مما ساعد على انتشار التدخين في ذلك الوقت.
ويعتبر التدخين قديما أحد المظاهر الأساسية التي كانت ترافق الشعائر والمقدسات الدينية لاعتقادات مختلفة كان يؤمن بها الناس نظرا لكون التدخين عادة شائعة لدى رجال الدين والطبقات الحاكمة وقد استخدم أيضا التدخين في أداء بعض الشعائر الأساسية والتي كانت تمارس أمام الملأ من أجل أن تحدث حالة من الاضطراب وتغيب العقل المؤقت وإحداث أجواء شعائرية تحث الرعية على الإنسجام والتصديق لكل ما يتم إيصاله إليه من معلومات وأهداف معلنة وغير معلنة.
وقد اعتبر قديما التدخين في أوروبا وأمريكا بأنه الضيافة التي يجب أن تكون حاضرة في كل النشاطات الإجتماعية وموائد المناسبات العامة وشكل من أشكال المخدرات الجديدة التي ظهرت حديثا وقد توفرت بعدة أشكال ووسائل كالغليون والسيجار والشيشة والبونج والغليون المائي لكن لا يخفى أن التدخين اعتبر ظاهرة مختلف فيها حيث قيل أنها مفيدة وآخرون يقولون إنها خطر يهدد الصحة ومنهم من قال عن التدخين أنه مقدس وأيضا قالو عنه أنه فاحش وقد ثبت الآن مع التطور الصحي أن التدخين يشكل مصدر لكثير من الأمراض المنتشرة والتي تهدد صحة الإنسان العامة بالإضافة إلى أن التواجد في أماكن التدخين واستنشاق دخان وسموم لمخلفات دخان (التدخين السلبي) يسبب ضررا في الحمض النووي، والدهون والبروتينات في الجسم مما يسبب ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم والمقاومة للأنسولين، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، وذلك حسب دراسة نشرت في المجلة العلمية "PLOS One" وتعتبر هذه الدراسة المثبتة علميا كمثال واقعي للكثير من حالات الإدمان علي التدخين والتي تسببت بكوارث بشرية على الصعيد العالمي.