لقد اعتبر المسلمون عامة وعلماء الفقه الإسلامي بشكل خاص أن التدخين حكمه (مكروه) وهذا ليس بالحكم الجديد فقد رافق التدخين منذ دخوله بلاد المسلمين عدة فتاوى كان إجماع المسلمون عليها على أنها مكروهة والسبب بذلك يعود لما تتركه السجائر في الشخص المدخن لها من أثار سلبية كريهة تعود بالضرر على المدخن ومن حوله ممن تصلهم أثار التدخين.

وقد أثبت العلم الحديث ذلك مرارآ وتكرارآ في ظل التقدم الحاصل في التحاليل الطبية وكشف أسباب تكوين الأمراض وما تحتويه مادة " النيكوتين" من سموم قاتلة تعمل على الفتك بالمدخنين بصورة بطيئة حيث أثبتت الدراسات العلمية ان التدخين هو السبب المباشر والرئيس للإصابة بأمراض السرطان بكافة أشكاله وأيضا يعتبر التدخين وسيلة لنقل السموم للأشخاص الغير مدخنين ومن ناحية أخرى فقد اعتبر مجمع الفقه الإسلامي على أنه (حرام) سبب كونه مسئول عن ازهاق الروح البشرية وهذا ما لا يتعارض مع ما تتضمن عليه الشرائع والمقدسات في الكون.

إن اختلاف الأنظمة الإجتماعية والإقتصادية في المجتمع الإسلامي أدى لوجود عدة آراء مختلفة حول التدخين ولكن مما توحدت السياسات تجاه هذه الظاهرة وهو محاربة الدولة الإسلامية للتدخين والحد من انتشاره في المجتمعات التي تسيطر عليها وكل هذا جاء تحت غطاء شرعي فقهي فقد نص القران الكريم والسنة الصحيحة علي تحريم الخمر وما يشترك معها في العلة ومن هنا فإن الدخان قد يدخل معها مشتركا في السبب الا وهو تغييب العقل وتزيل حالة الوعي وهو التفسير العلمي والمنطقي للإدمان علي التدخين حيث يشعر المدخن عند حرقه للسجائر بحالة اللاوعي والخروج من الواقع وهذا هو أساس التحريم والذي يمكن أن يقود المدخن لعمل أمور خارجة عن التحكم والرشد ويعود سبب التحريم للتدخين أنه يشكل وسيلة لإزهاق الروح وقتل النفس البشرية بغير حق وهذا أمر يعارضه الإسلام وبشد حيث لا يجوز لأي إنسان يقتل نفسه أو يساهم في قتلها ولو بشكل بطيء مثل التدخين وتعاطي المخدرات وغيرها.

ولا يقتصر أثر التدخين على التأثير السلبي في المدخن فحسب وإنما ينتقل أثره الى الأسرة وأفراد المجتمع وهو ما يعرف اليوم بإسم "التدخين السلبي" فمن باب الحماية لباقي لفراد المجتمع حظرت الكثير من الدول اليوم التدخين في الأماكن العامة أو تخصيص أماكن خاصة بالمدخنين في الأماكن العامة بعد توجهات حديثة لإيجاد مدن كاملة خالية من التدخين والمدخنين وهذا ما سبقت به الدولة الإسلامية في أسلوب منعها للتدخين ومعاقبة تجاره وأصحاب هذه المهنة السيئة.