سبق وأن تم نشر تقرير عالمي قامت به منظمة الصحة العالمية ويوضح التقرير الأسباب للوفيات في العالم وكذلك عدد الأشخاص الذين يتوفون في العالم ولكن التركيز هنا بدي جليا على الوجه المخيف الذي يتربع على رأس القائمة ضمن الأسباب الأكثر تسببا للوفاة في العالم وهو التدخين.

إذ إن التدخين يحتل المرتبة الأولى عالميا بواقع أكثر من 6 مليون شخص يتوفون سنويا بسبب التدخين سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ويتركز المدخنين غالبا في الدول التي تعاني من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة مما يجبر أفراد هذه الدول إلى اللجوء إلى أساليب الترويح عن النفس وهم يجهلون أنهم يقودون أنفسهم إلى الهاوية فبمجرد تعاطي الجسم لهذه المادة المكونة من خليط التبغ المحترق تعمل على إدمان الجسم للتدخين واستمرارية طلبه على مدار الوقت وهذا ما يدفع الأشخاص إلى الإدمان وبمرور الوقت يكون قد أصبح عبدا لهذه الآفة التي تتحكم بالإنسان كيفما شاءت وقد يقود التدخين المدمن عليه إلى عواقب وخيمة في حال عدم قدرته على استمرارية شراءه أو عدم توفر المال اللازم لتوفيره تبدأ من جرائم اجتماعية وأخلاقية  وقد تنتهي بجريمة بحق النفس وهي الانتحار وهذا ليس مستغربا بالمطلق على الأشخاص المدمنين لعادة التدخين فهي قد أثبتت قدرتها على تعطيل حياة الملايين ممن أدمنوا عليها.

كما ويعتبر التدخين الوسيلة الترويجية الأكثر رواجا في البلدان الفقيرة إلى جانب كونها سببا مهما للوفيات في نفس البلدان وهذا يقودنا للتفكير في مدي هذا الارتباط القوي بين التدخين والوفيات المسببة جراء استعماله ورغم كل ما يبذل من الحكومات والجهات المكافحة لظاهرة التدخين إلا أننا نلمس وبوضوح تفاقم ظاهرة التدخين في مجتمعاتنا وارتفاع عدد الأشخاص المدمنين على السجائر وهذا يدفع المؤسسات إلى أن تقوم بأنشطة الحد من التدخين إلى العمل على معرفة الأسباب الأساسية والمؤدية إلى الإدمان على التدخين يمكن أن نذكر منها:

• تقليد الأبناء لآبائهم وأقرانهم من المدخنين والميل إلى مجاراتهم.
• الأوضاع المعيشية الصعبة التي تدفع الأفراد للجوء إلى التدخين كحل ومخرج من هذه الأوضاع التي يعيشها هؤلاء الأشخاص.
• أيضا تعتبر الإعلانات ووسائل الترويج من المسببات الرئيسية للتدخين على مستوى العالم.
• قد يقوم بعض الأشخاص خصوصا من حديثي السن إلى التدخين حبا للمغامرة والرغبة بالتجربة ليس إلا ومن ثم يصبح مدمنا لهذه المادة الكريهة شيئا فشيئا.
•  توفر السجائر وقربها من الأشخاص يمكن أن تعمل على جسر الهوة والرهبة لدى المراهقين وإقدامهم على التدخين بصورة جزئية لذلك يجب على الأبناء الحرص على عدم إبقاء السجائر في متناول أيدي أبنائهم.

ختاما لا يخفى على الجميع أن التدخين من الأسباب المؤدية إلى الوفاة والإصابة بالأمراض المتعددة لذلك يجب عدم التهاون والتعامل بحرص شديد مع هذا السلوك الخاطئ لعدم الوقوع بالمشاكل والآثار المترتبة على التدخين مهما بدا لنا من مغريات وأشياء مشجعة على ذلك.