البيئة بمفهومها العلمي
لها صيغتان تكملان بعضهما البعض، وهما البيئة الحيويّة والتي لا تختص فقط بحياة الإنسان وكل ما يتعلق به من وراثةٍ وتكاثرٍ وحسب، وإنما تتجاوز هذه الأمور إلى العلاقة التي تربط الإنسان بالكائنات الحيّةِ الأخرى، سواء كانت نباتيّة أو حيوانيّة. أما الصيغة الثانية للتعريف فهي الفيزيقيّة أو البيئةِ الطبيعيّة، والتي تشمل التربة، والجو، والماء، ودرجة النقاء والتلوث في كل مما ذكر وغيرها من خصائص الوسط الطبيعيّة. التعريف العام للبيئة تعرف البيئة من وجهة نظر البعض بأنها الوسط الذي يحيا فيه الكائن الحي، وهذا الوسط يشكل مجموعة العوامل والظروف التي تمكن من بقاء الكائن الحي على قيد الحياة. هناك تعريف آخر يركز على الإنسان باعتباره أحد المكونات الفاعلة في البيئة، حيث يتم تعريفها بأنها كل مكونات الوسط الذي يتفاعل فيه الإنسان متأثراً به أو مؤثراً فيه، أو هو المحيط الذي يحيا فيه الإنسان، حيث يحصل من خلال هذا المحيط على جميع مقوّمات الحياة من مأوى، وغذاء، ودواء، وكساء، وماء، وأيضاً يمارس فيه حياته وعلاقاته مع أقرانه. أما التعريف الأقرب للحقيقة العلميّة تتلخص في أن البيئة هي مجموع العوامل البيولوجيّة، والطبيعيّة، والثقافيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة، المؤثرةِ على الإنسان وجميع الكائنات الحيّةِ الأخرى بطرقٍ مباشرة أو غير مباشرة.
ومن هذا التعريف يتبين لنا أن البيئةَ اصطلاحاً تتضمن مفهوماً مركباً، حيث إنّ هناك بيئةً طبيعيّةً بجميع مكوناتها التي خلقها الله فيها، كالهواء، والماء، وأشعة الشمس، والتربة، وكل ما يحيا على تلك المكونات والعناصر كالإنسان، والحيوان، والنبات. أما البيئة الاصطناعيّة فهي تتضمن ما وجد بفعل التدخل البشري وآليّة تعامله مع مكونات البيئة الطبيعيّة، كالمصانع، والمدن، والعلاقات الاجتماعيّةِ، والإنسانيّة التي تقوم بإدارة المنشآت. البيئة تشير إلى المحيط الممتد حول كل شيء، حيث إن هذا الشيء ربما كان إنساناً، أو نباتاً، أو حيواناً، أو برنامج حاسوب، حيث إن البيئة للبشر هي الإطار الذي يحيون به والذي يتضمن الهواء، والماء، والتراب، ومكونات كل عنصر من تلك العناصر الثلاث جماديه وكائنات تنبض بالحياة، وما يسود هذا المحيط من مظاهر عديدة كالمناخ، والطقس، والجاذبيّة، والأمطار، والرياح.. الخ، بالإضافة للعلاقات المتبادلة بين كل عنصرٍ من هذه العناصر.