عشر طرق لاستفادة الحكومات من تحليل البيانات

29 أكتوبر 2017 تكنولوجيا وتقنيات 3200 مشاهدة
 عشر طرق لاستفادة الحكومات من تحليل البيانات

   في كل يوم تُضيف الحكومات والمدن قدرًا هائلًا من البيانات إلى مخزونها، ومثلًا تُضيف مدينة شيكاغو الأمريكية وحدها يوميًا سبعة ملايين صف من البيانات الجديدة. ومع وجود نماذج بارزة في الابتكار الحكومي المدفوع بالبيانات لا يزال هناك فرص كثيرة لتوظيف البيانات في تحسين العمل الحكومي وطريق طويل قبل أن تتحول الاستفادة من البيانات إلى أسلوب العمل المُعتاد. وبحسب شركة “ماكينزي” للاستشارات يتم تحليل 1% فقط من جميع البيانات في القطاعين العام والخاص على الرغم من أن العامين الأخيرين شهدا تراكم 90% من جميع البيانات الرقمية.

ويجمع مشروع “التميز التشغيلي في الحكومة” التابع لكلية كينيدي للحكومة في “جامعة هارفارد” الأمريكية قاعدة بيانات يُمكن البحث فيها، وتتضمن ثلاثين دراسة مُختارة لسبل تحقيق الكفاءة. وكان تحليل البيانات أحد أكثر الطرق شيوعًا لتحسين كفاءة الحكومة. وفيما يلي عشر طرق لاستخدام البيانات والتحليلات في تعزيز السلامة العامة للمجتمعات وتوفير الموارد وتحسين البنية التحتية والعمليات الداخلية للحكومات استنادًا إلى تجارب مدن أمريكية.

الأولى: الاستجابة لمكالمات الطوارئ:

ساعد تحليل البيانات مدن أمريكية عدة على تسريع استجابتها لمكالمات الطوارئ 911 وتحديد أي الحالات يُمكن علاجها حيث توجد وأيها يتطلب الانتقال إلى المستشفيات واستدعاء سيارات الإسعاف، واختيار الاستجابة الملائمة كالعلاج الطبي أو مساعدة مختصين في الصحة النفسية، واستغلال أكثر فعالية للموارد وتنسيق أفضل بين الخدمات الاجتماعية والصحية والمسؤولين عن إدارة حالات الطوارئ. واستعانت ببيانات حول نوعية المكالمات ووقتها وظروف الطقس وموقع الحوادث والاستجابة للمكالمات المشابهة.

الثانية: دعم عمليات التفتيش:

استعانت مدينة شيكاغو بتحليل البيانات لتحسين عمليات التفتيش على المطاعم، ما أتاح لها رفع كفاءة التشغيل وسرعة اكتشاف المخالفات الصحية. وأتاحت نموذجها بشكل مفتوح المصدر للمدن الأخرى. وطورت بوسطن نموذجًا للتحليل التنبؤي نجح في اكتشاف عدد أكبر من مخالفات المطاعم. (اقرأ عن تجربة مدينة شيكاغو في تحسين عمليات التفتيش على الأغذية)

الثالثة: قرارات الإفراج قبل المحاكمات:

في كثيرٍ من الأحيان تتخذ المحاكم قرارات إطلاق سراح المتهمين في انتظار المحاكمة بناءً على نوع الجريمة ومبالغ الكفالة دون تقييم خطر المتهم على المجتمع، وبالتالي تُهدًر أموال إدارة السجون لرعاية أشخاص لا يُشكلون خطرًا على غيرهم. ويُساعد تحليل البيانات في اتخاذ قرارات أفضل بشأن الإفراج المؤقت عن المتهمين وبالتالي توفير ما يصل إلى ثلاثة مليارات دولار وزيادة السلامة العامة والإنصاف. (اقرأ أيضًا: كيف يُفيد تحليل البيانات في تقليل أعداد السجناء وتوفير الموارد المالية؟)

الرابعة: أجهزة الاستشعار والتحليلات لإدارة أكثر ذكاءً لموارد المياه:

تستخدم مدن عدة العدادات الذكية وأجهزة الاستشعار لجمع بيانات آنية حول تدفق المياه والاستهلاك، وتُحدد أماكن التسريب لسرعة إصلاحها. ومثلًا تُحلل واشنطن دي.سي. البيانات لتوقع مواضع التسريب والأعطال وتُرسل تنبيهات للسكان ما يُقلل الأضرار التي تُصيب المنازل جراء تسرب المياه. (اقرأ عن دور إنترنت الأشياء في إدارة موارد المياه، وسُبل استفادة قطاع المياه من التكنولوجيا والبيانات)

وطوّر “برنامج علوم البيانات للمصلحة الاجتماعية” في “جامعة شيكاغو” نموذجًا للتنبؤ بكسور أنابيب المياه في مدينة سيراكيوز. ويعتمد النموذج على بيانات الأعطال خلال اثنى عشر عامًا ومعلومات حول عمر الأنابيب وقطرها وجيولوجية التربة ونوعية الطريق، كما يستفيد من أجهزة الاستشعار لتحديد الأنابيب الأكثر حاجة إلى الصيانة مسبقًا.

الخامسة: البيانات لجعل رحلات التنقل اليومية أقصر وأكثر أمنًا:

تنشر أغلب المدن الكبرى بيانات حول أنظمة النقل مثل مواعيد الإصلاحات والوصول والمغادرة، لكن تطبيق “جو دنفر” كان من التجارب اللافتة للانتباه. ويُتيح للمستخدمين المقارنة بين وسائل النقل بحسب التكاليف والوقت وتأثيرها على البيئة والصحة. ويسعى إلى تقليل الازدحام ومساعدة المدينة على التخطيط طويل الأمد لنظام المواصلات. (اقرأ تفاصيل أكثر عن التطبيق)

واختارت مدينة لوس أنجليس نشر خريطة تُطلع المستخدمين على الوفيات بسبب حوادث المرور من المشاة وسائقي الدراجات والسيارات في كل شارع، ومعلومات عن المُتوفى وما مثله لأحبائه ما يُشبه النصب التذكاري الافتراضي؛ بهدف التوعية ومساعدة السكان على تجنب الشوارع الأكثر خطرًا، وذلك ضمن مبادرة “رؤية الصفر” الرامية للقضاء على الإصابات الخطيرة والوفيات بسبب حوادث المرور بحلول عام 2025،

خريطة "رؤية الصفر" لوس أنجليس

تعرض خريطة “رؤية الصفر” من مدينة لوس أنجليس قصص مختصرة ومُحدثة عن الوفيات بسبب حوادث المرور من المشاة والسائقين في شوارع المدينة

السادسة: تسعير انتظار السيارات بحسب تغير الطلب:

استفادت سان فرانسيسكو من تطبيق التسعير الديناميكي أو المتغير لرسوم انتظار السيارات في تقليل الوقت الذي يقضيه السائقون في التجول بحثًا عن مساحات شاغرة بنسبة 43%. وتجري بوسطن تجربةً مشابهة في أحد أكثر أحيائها ازدحامًا على مدار عام.

وتستخدم بوسطن أجهزة استشعار لجمع بيانات حول توافر أماكن الانتظار وتوجيه الطلب إلى المساحات الخالية، وتُغير رسوم الانتظار بناءً على تحليل البيانات كل شهرين ليرتفع في المناطق المزدحمة ويقل السعر في المناطق الأقل ازدحامًا، وتأمل في خفض بصمة الكربون وتحسين السلامة العامة.

السابعة: التكنولوجيا الذكية وتحليل البيانات لتوفير الطاقة:

تُقدم أجهزة الاستشعار فرصًا كبيرة لتوفير استهلاك الطاقة والموارد المالية. ومثلًا نجحت مدينة وليسلي عبر الجمع المنتظم لبيانات الاستهلاك في كل مبنى ومقارنة النتائج في تقليل استهلاكها بنسبة 9% على مدار ثلاثة أعوام، كما استفادت من تركيب مصابيح ليد خارج المباني لزيادة الإضاءة وتخفيض استهلاك الطاقة.

وتعتمد سان فرانسيسكو على وحدات تحكم ذكية لاسلكية لمتابعة أداء مصابيح الشوارع وضبط شدة الإضاءة بحسب الحاجة وتخفيضها عند غياب الأنشطة البشرية، كما تُنبه بيانات الوقت الحقيقي الموظفين للأعطال ويسمح بإصلاحها سريعًا وهو أمر يُسهِم في رفع مستوى السلامة العامة. (اقرأ أيضًا عن الإدارة الذكية لأنظمة الطاقة، وأهمية نظم الإنارة في المدن الذكية)

الإنارة الذكية للشوارع

تلجأ مدن كثيرة إلى حلول الإنارة الذكية للشوارع وتجمع بين مصابيح “ليد” وأجهزة استشعار لجمع بيانات في الوقت الحقيقي حول الطقس وحركة المرور وضبط شدة الإضاءة حسب حجم النشاط

الثامنة: اكتشاف التهرب والاحتيال الضريبي:

يُساعد تحليل البيانات في اكتشاف المدن لمحاولات الاحتيال في الإقرارات الضريبية وبالتالي زيادة إيراداتها وتعزيز الإنصاف وتنظيم عمليات التدقيق لتجنب الملتزمين بالسداد والتركيز على المخالفات المحتملة. ومثلًا أضافت مدينة نيويورك إلى تحليل بياناتها معلومات من السجلات الفيدرالية وبيانات عن تراخيص العمل لتحديد أنماط دفع الضرائب للشركات المتشابهة واكتشاف الإقرارات الضريبية المزورة، وتحسنت قدرة المدينة على اكتشاف التزوير بنسبة 40%.

التاسعة: التوفير في عمليات المشتريات:

استخدمت ولاية نيويورك تحليل بيانات المشتريات الحكومية لزيادة ما تحصل عليه من عددٍ قليل من الموردين وبالتالي تستفيد من الخصومات. وأسهم هذا الأسلوب المعروف باسم التوريد الاستراتيجي إلى جانب السُبل الأخرى لتحقيق كفاءة المشتريات في توفير 780 مليون دولار خلال خمسة أعوام في فئات مختلفة منها معدات المكاتب وأجهزة تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات والسيارات والإعلان والصيانة والمنتجات الطبية.

العاشرة: معالجة نقص أعداد الموظفين:

في بعض الأحيان تُعاني مراكز خدمة المتعاملين التابعة للحكومات من صعوبة إدارة أعداد كبيرة من الاتصالات، وتتسبب عدم كفاية أعداد الموظفين في انقطاع الخدمة وتأخيرها. ويسمح تحليل البيانات للمسؤولين بالتنبؤ بالأيام التي يتجاوز فيها الطلب المعدل المتوسط والاستعداد مُسبقًا. ومثلًا وفرت مدينة هيوستين عشرة ملايين دولار سنويًا بفضل استبدال نظام الحضور والإجازات الورقي بآخر إلكتروني وهو ما وفّر قدرًا أكبر من الشفافية والمساءلة.

المصدر

أضف تعليقك