*الوقت في حياتنا اليومية:
يعتبر الوقت من أهمّ العناصر الأساسية التي تحدد مصير كل شيء في حياة الإنسان، والذي وصفه المفكرون بأنّه أغلى من الذهب والفضة، فالذهب والفضة يمكن تعويضهما أمّا الدقيقة التي تذهب من حياة الإنسان فلا تعود أبداً، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تزولَ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يسألَ عن أربع: عُمُرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ فيمَ فعلَ فيهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ ؟ وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ؟)[صحيح] ولعل ما جعل النبي يذكره في حديثه هذا والذي يتلى إلى قيام الساعة هو الحرص الشديد الذي يوصينا باستغلال كل دقيقة من حياة الفرد وعدم تضييعها في ما لا نفع منه ولا طائل.
ويقوم البشر يوميا بالعديد من الأعمال المتزامنة مع توقيتاتهم المختلفة حسب سلم أولوياتهم اليومية ولا نفكر إن كانت ذات فائدةٍ لنا أو إن كانت مجرد مضيعةٍ لوقتنا، ولهذا يجب مراقبة كلّ ثانيةً من حياتنا وتنظيم هذا الوقت أكثر ممّا ننظم أموالنا وكيف ننفقها، لذلك سنذكر في هذا المقال كيفية تنظيم الوقت.
* كيفية تنظيم وتخطيط الوقت:
التخطيط يعتبر التخطيط أحد الأمور الأساسية لتنظيم الوقت، فلا يمكن تنظيم الوقت بطريقةٍ عشوائيةٍ، إنّما يجب التخطيط مسبقاً لجميع الأحداث في حياتنا اليومية من أجل الحصول على أكبر قدرٍ ممكنٍ من الكفاءة، سواءً في عملنا، أم في حياتنا الخاصة، أم في الموازنة ما بينهما لتحقيق أهدافنا في النهاية، ويتمّ عن طريق:
- تحديد المهام التي يجب إنجازها والوقت المحدد لها، والأعمال اليومية المختلفة التي علينا أداءها، فعلى سبيل المثال هنالك في حياة الطالب حصصه اليومية التي عليه حضورها في أوقاتها المحددة، والمشاريع أو الأبحاث أو الواجبات المنزلية التي عليه أداءها وتسليمها في أوقاتها المحددة، والاختبارات التي يجب عليه الاستعداد لها أيضاً.
- وضع الخطة وكتابتها بالطريقة المحببة، سواءً بوضعها على الحائط، أم في دفترٍ صغير أم باستخدام الهاتف الذكي، ويجب وضع هذه الخطة بشكلٍ أسبوعيٍّ للأسبوع بأكمله عن طريق وضع المهام والأعمال التي عليك أداءها خلال الأسبوع، ثمّ مراجعة هذا الجدول صباح كلّ يومٍ للتأكد من تحديثه بشكلٍ مستمرٍ ومراجعته أيضاً قبل البدء بذلك اليوم.
- تحديد أولوياتك المختلفة وهي التي يمكنك تحديدها في بداية كلّ أسبوعٍ عن طريق تحديد أهميتها في حياتك اليومية ولتحقيق أهدافك وعن المدة التي يجب عليك إنهاءها بها، فالأمور الطارئة أو المستعجلة والتي لها أهميةٌ كبيرةٌ في حياتك هي التي عليك أن تخصص لها الوقت والجهد الأكبر من أجل أداءها دون أن تهدر وقتك على الأمور بعيدة المدى وغير المهمة كثيراً، ومن المهم أيضاً مراجعة خطتك بشكلٍ مستمر وتسجيل تقدمك أيضاً.
*نصائح لاستغلال الوقت:
استغلال الوقت عند التخطيط ليومك يبقى الأمر الأكثر أهمية وهو السير على هذه الخطة واستغلال الوقت بناءً عليها، وهو ما يتطلب العزيمة والإصرار ومعرفة كيفية استغلال الوقت بالكفاءة المطلوبة، وهنالك بعض النصائح التي ستساعدك على استغلال وقتك بكفاءةٍ، منها:
- تقسيم المهام الكبيرة إلى مهام صغيرةٍ يمكنك أداءها وفهمها بشكلٍ أكبر.
- تحديد الوقت اللازم لكلّ مهمّة من المهام. البدء بالأمور المملة أوّلاً في حال تساوي الأولويات، فإن كنت تدرس على سبيل المثال خلال الأسبوع فحاول البدء بالمواد التي تجدها أكثر مللاً إذ أنّك لن تملك الرغبة أو القدرة على أداءها في نهاية الجلسة الدراسية.
- تعلمّ كيفية الترفيه عن نفسك خلال وقتك، فمن المهم أن يملك الإنسان الحماس من أجل الاستمرار في العمل إلّا أنّه عليك أيضاً أن تعلم حدودك.
- إعطاء النفس الفترة الكافية للنوم والراحة والترويح عن النفس، وألّا تخلط بين عملك وحياتك الشخصية، وهو ما سيساعدك على الاستمرار بنفس العزيمة.
- معرفة قدراتك في الوقت الحالي وأن تتوقف عن إضاعة وقتك في الأمور التي تعلم يقيناً أنّك لن تستطيع إنجازها، وأن تعلم أيضاً العقبات التي تمنعك من العمل وتحاول أن تتجنبها أيضاً.
⏲️