العصبية وأعراضها ومسبباتها
تتناول وسائل الإعلام بشكل عام كثيرا من أخبار الجرائم التي يرتكبها المجرمين بسبب العصبية والغضب حيث يرتكبها المجرم لأسباب تافهة جدا مثل مزاح بين شخص وصديقه تحول هذا المزاح لشجار بسبب العصبية، وتختلف العوامل المسببة للعصبية فمنها عوامل عصبية بسبب المزاح، ومنها أيضاً العامل الديني والعامل الأخلاقي، فبعض المجتمعات تكون غير محكومة بشريعة أو قانون فيرتفع فيها مستوى الجريمة بشكل كبير كما أنه تزيد نسبة الجريمة في المجتمعات التي لا تحكمها سلطة قانونية قوية فيكون الشخص الذي يرتكب الجريمة غير خائف من أي شيء فيقوم بارتكاب الجريمة، وأيضاً الفقر وارتفاع نسبة البطالة من الأمور الهامة التي لها دور كبير في زيادة العصبية وبالتالي ارتفاع نسبة الجريمة بالمجتمعات العربية والأجنبية.
لا شك بأن الدين الإسلامي لم يتجاهل مسألة العصبية ولم يغفل مسألة الغضب فقام بعلاج هذه المشكلة علاج وافي وشامل وشاف بإذن الله، وبين رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم، أن الشدة والقوة ليست القيام بحلبة مصارعة بالغضب والصراخ والعصبية، حيث قال ديننا الاسلامي العظيم أنه من أساليب علاج الغضب والعصبية الوضوء، وأن يستهدي بالله, فقال رسولنا الكرين إذا قام الشخص بالاستغفار والوضوء عند الغضب والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، لأن الغضب من الشيطان الرجيم، وقال رسولنا الكريم أن الحليم من يمسك نفسه عند الغضب، فإبراد النفس الغاضبة بالماء، إذا كان الإنسان وافقاً وجلس يزول غضبه فوراً، ليس كل غضب سيء فيوجد انفعال إيجابي، لو كان في الوقت الصحيح مثل لو غضب الإنسان عندما ينتهك محارم الله، فيكون عندها هذا النوع من الغضب والعصبية إيجابياً لأنه يصحي الضمير والوازع الديني والأخلاقي لدى الأفراد، فالعصبية الزائدة عبارة عن عواطف قوية جدا قد تبدأ من مشاعر بسيطة ولها أسباب متعددة للعصبية، ويقوم البعض بالتعبير عنها بانزعاج خفيف، ويقوم البعض الأخر بالتعبير عنها بإزعاجات كبيرة وعصبية زائدة وغضب كبير، لذلك يجب على الفرد أن يفهم مسببات العصبية وكيفية التعامل معها، والتعبير عن العصبية بالطرق السليمة، حيث يتفاهم الأشخاص فيما بينهم لتفهم العصبية والغضب وحل المشكلات وانهاء وجودها.