شاهدنا وعاصرنا تطورات كبيرة في عالم الإنشاءات والهندسة بكافة فروعها وأقسامها وقد أصبحت التوجهات الخيالية وخاصة في عالم البحار تحقق تطوراً هائلاً من حيث الإنشاء، ولكن جميعنا يعرف أن ما يتم إنشاؤه من جزر اصطناعية وغيره ما هو إلا عملية ردم لآلاف الأطنان من الرمال في عمق البحر وذلك من أجل الحصول على جزيرة اصطناعية، مما يؤثر سلباً على البيئة البحرية والكائنات البحرية التي تعيش في هذه المناطق ويؤدي إلى قتل الحياة البحرية فيها، عدا ذلك تأثيرها السلبي على المناطق المقابلة لها من الشاطئ، وقد توجهت بعض الدول إلى ما يسمى بمنشآت عائمة من خلال إنشاء منشآت بحرية صديقة للبيئة.
عندما تسمع كلمة عائمة هل تعتقد أن هناك شيء ما ملاصق لسطح المياه وعلى وشك السقوط أو الغوص في أعماق المياه؟ كلا هذا ليس صحيحاً، ولكن يتم إنشاء قاعدة للجزيرة المراد إنشاؤها بعمق مناسب تبعاً لحسابات خاصة بوظيفة هذه الجزيرة والأحمال التي ستلقى عليها، وربطها من خلال أجزاء وعناصر تشبه الكابل بأعماق البحر، وبهذه التوجهات يتم التخلص من المشاكل التي تلحقها عملية الردم بالبيئة.
في البداية كان التوجه لإنشاء مباني منفصلة على سطح المياه، ثم قامت العديد من الشركات الهندسية بتطوير هذا المفهوم ليشمل تطور أكبر وتوجه أعمق وذلك بتوجههم لإنشاء مدن كاملة عائمة، ومن رعاة هذا التوجه البرازيل، التي توجهت ليس فقط لإنشاء مدن عائمة بل سعت لأن تكون في توجهها هذا صديقة للبيئة بكافة المعاني، فعلى سبيل المثال قامت بتجهيز العنصر الإنشائي الذي تقوم عليه المنشآت العائمة كبيئة خصبة لإحياء الكائنات البحرية وتوفير ما يلزمها وكأنها تعيش في مكانها الطبيعي دون أي خطر يلحق بحياتها.