لم يكن الطعام دائما مجرد لحوم وأسماك
ماذا يمكن أن يأكل رجل الكهف؟ هذا هو المنطلق الأساسي وراء حمية باليو، وهو نظام غذائي يتركز على نفس الأطعمة التي حافظت على أسلافنا البدائيين. المشكلة هي أننا لا نعرف بالضبط ماهية هذه الأطعمة.
ولكن علماء الآثار في موقع في شمال وادي الأردن في فلسطين المحتلة كشفت أدلة جديدة ومثيرة للدهشة حول النظام الغذائي الحقيقي باليو: اتضح أن القدماء أولموا وتغذواعلى تشكيلة واسعة من النباتات جنبا إلى جنب مع الأسماك واللحوم.
حدد الباحثون من الجامعة العبرية في القدس وجامعة بار إيلان 55 نوعا من النباتات الصالحة للأكل التي قد أكلها أهالي المخيم قبل 780,000 سنة، بما في ذلك الخضار، الفواكه، المكسرات، والبذور. بعضها قد تعرفها حتى، مثل الكستناء المياه والجوز.
"معرفتنا بالنظام الغذائي للبشر الأوائل تستمد أساسا من بقايا الهياكل العظمية الحيوانية التي وجدت في المواقع الأثرية، مما يؤدي إلى وجود انحياز نحو نظام غذائى يحتوى على بروتين،" كتب الباحثون في الدراسة، التي نشرت في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم. وخلصوا إلى أن النتائج التي توصلوا إليها "تغيير المفاهيم السابقة للنظام الغذائي باليو".
ما هو أكثر من ذلك، كان أسلافنا بأي حال من الأحوال أكلة من الصعب إرضاؤهم. كان لديهم نظام غذائي متنوع، لقد أكلوا خلال الموسم، والذي قد سمح لهم بالاحتماء في مكان واحد والعثور على الطعام طوال العام.
ووجد الباحثون أيضا دليل على أن هؤلاء البشر في وقت مبكر قاموا بطهي طعامهم لجعله صالحا للأكل، وأكثر قبولا، وهذا ما قاله المؤلف نعمة غورين-أنباروهو أستاذ في معهد علم الآثار في الجامعة العبرية في القدس، في بيان صحفي: "إن استخدام النار مهم جدا لأن الكثير من النباتات سامة أو غير صالحة للأكل. باستخدام النار، عن طريق تحميص المكسرات والجذور على سبيل المثال، سمح باستخدام أجزاء مختلفة من النبات ".
إذن هل رجل الكهف كان معظم طعامه من اللحوم، أو معظمه من النباتات؟
الجواب على هذا السؤال هو لا يزال غير معروف. "، وربما لم يكن هناك توازن واحد بين اللحوم والنبات"، قال بيتر اونجار، دكتوراه، كرسي الأنثروبولوجيا في جامعة أركنساس، في مقابلة مع مجلة نيو ساينتست. "التطور البشري هو التقدم في العمل، والوجبات الغذائية على الأرجح اختلفت على طول سلسلة متصلة في كل من الزمان والمكان."